أفادت مصادر "الشروق"، بأن القنبلة عثر عليها، في حدود الساعة الثامنة ونصف صباحا، داخل متوسطة مالك ابن نبي في حي الدبدابة ببشار. وتدخلت المصالح الأمنية التي بادرت إلى إخلاء المتوسطة من التلاميذ، فيما ضرب طوقا أمنيا على الطرق المؤدية من وإلى المتوسطة. وبعد قرابة ثلاث ساعات تم إبطال مفعول القنبلة بعدما تم تفجيرها في مكان معزول داخل المتوسطة، حيث سمع دوي ثلاثة انفجارات وفي مواقيت متفاوتة.
وبعد تفجير القنبلة منع مدير المتوسطة دخول أي شخص إليها، بتعليمة من المصالح الأمنية وكذا مديرية التربية. وتضاربت المعلومات حول مكان العثور على القنبلة بين المراحيض الخاصة بالفتيات وورشة للرسم، في حين تولدت حالة من الهلع والرعب وسط التلاميذ والأساتذة الذين عاشوا أجواء من الفزع والخوف، يترقبون انفجار القنبلة بين الفينة والأخرى، مستحضرين مشاهد دموية مهربة من العشرية السوداء.
أولياء التلاميذ وبمجرد أن تناهى إلى مسامعهم الخبر هبّوا إلى المتوسطة التي يتمدرس فيها أبناؤهم، الذين تم تسريحهم بعدما طوقت المصالح الأمنية المؤسّسة لتفكيك القنبلة، وسط حيرة وقلق كبيرين ارتسما على محيا الأولياء، الذين توجّسوا خيفة من أن تكون جماعة إرهابية وراء زرع هذه القنبلة داخل مؤسسة تربوية. وفي السياق، استبعدت مصادر أمنية في تصريح لـ"الشروق"، فرضية العمل الإرهابي في الوقت الرّاهن، ودعت إلى الانتظار، حتى تُستكمل مجريات التحقيق. وكان والي الولاية رفقة السلطات الأمنية والعسكرية، قد تنقل إلى عين المكان على اعتبار أنه رئيس اللجنة الأمنية بالولاية، فيما باشرت الجهات المختصة تحقيقاتها الميدانية في القضية.
تفكيك القنبلة التقليدية الصنع، تزامن وإلغاء وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط زيارتها إلى بشار، التي كانت مقررة أمس، علما أنها ثاني مرة تقوم فيها بإلغاء زيارتها إلى الولاية في ظرف أقل من شهر، وسط التساؤلات عمّا إذا كان إلغاء الزيارة بسبب القنبلة، أو أن الأمر حدث صُدفة. "الشروق" اتصلت بمديرية التربية لأخذ تفاصيل أوفى عن الحادث، إلا أنّ مسؤوليها رفضوا الإدلاء بأيّ معلومات بخصوص الحادثة، في انتظار ما ستكشفه تحقيقات الأجهزة الأمنية.