مثلما سبق وأن وعد به، أماط مجمع طحكوت، السبت، اللثام عن أول سيارة هيونداي مصنعة في الجزائر، وهي سيارة تيكسون، التي ستكون متوفرة في السوق، عبر كافة ولايات الوطن في ظرف 10 أيام، وبسعر أقل بنسبة 30 بالمائة من توكسون المستوردة، وذلك إلى جانب 7 أصناف أخرى لهيونداي ممثلة في أكسنت، أر بي، تي أل، دي أم، إيديس، سونتافي وكريتا، ومركبتين نفعيتين أخريين، سيتم الكشف عنهما في الأسابيع المقبلة، مع العلم أن مركبات هيونداي المصنعة في الجزائر، والتي سيخفض سعرها بالثلث، ستكون متاحة للبيع بالقرض الاستهلاكي بالبنوك بداية من نوفمبر المقبل، وسيستفيد الزبون من ضمان عن السيارة لا يقل عن 5 سنوات وامتيازات أخرى.
سيارة "توكسون" الجزائرية.. تسير في مضامير السرعة والممهلات والماء!
خلال زيارة عمل وتفقد قادته السبت، إلى مصنع تيارت، الكائن مقره بالمنطقة الصناعية الزعرورة، والتي كانت من قبل مصنعا لإنتاج الأنسجة والقماش "سوناتك"، تمكن الرئيس المدير العام لمجمع طحكوت، محيي الدين طحكوت، من تجريب أول سيارة هيونداي، تصنع في الجزائر والتي حملت علامة "تيكسون" وذلك بحضور والي تيارت، وممثلي السلطات المحلية وخبراء "هيونداي" الكوريين.
وتم تجريب سيارة هيونداي الجزائرية في مضامير خاصة بالسرعة وأخرى بالمياه، ومضامير ثالثة خاصة بالفيضانات وذلك تحت إشراف الخبراء الكوريين والجزائريين، الذين تأكدوا من النوعية والجودة العالية التي تتمتع بها هذه المركبة.
وعلى مسافة 200 متر لكل مضمار سارت أول سيارة هيونداي مصنعة في الجزائر، مثبتة قوة عالية في التحكم وسرعة فائقة ومحرك صلب، في انتظار طرحها رسميا للبيع في السوق خلال الأيام المقبلة.
انتظروا أرقى موديلات "هيونداي الجزائرية" خلال 10 أيام
وفي السياق، كشف الرئيس المدير العام لمجمع طحكوت محي الدين طحكوت، عن التحضير رسميا لإطلاق أول سيارة هيونداي مصنعة في الجزائر، خلال 10 أيام والتي ستكون متوفرة في الأسواق عبر نقاط البيع، بكافة الولايات، وبسعر أقل بـ 30 بالمائة مقارنة مع السعر المعتمد حاليا للسيارات المستوردة، مضيفا أن سعة الإنتاج ستعادل في المرحلة الأولى 60 ألف سيارة، وذلك خلال سنة 2017 على أن يرتفع تدريجيا في السنة الثانية ليبلغ 100 ألف سيارة، وهو ما سيقضي نهائيا على استيراد مركبة هيونداي خلال سنة 2017، قائلا "الحكومة تستورد 83 ألف سيارة سنويا إذا قارنا ذلك مع سنة 2016 كمثال، ونحن سننتج 60 ألف سيارة، وبذلك لن تكون السلطات ملزمة باستقدام سيارات كورية، فهدفنا تقليص فاتورة الواردات بالدرجة الأولى وإرضاء الزبون".
5 سنوات ضمان لصالح الزبائن وامتيازات أخرى
وأعلن طحكوت عن امتيازات بالجملة لصالح زبائن هيونداي الجزائرية، على غرار منحهم 5 سنوات ضمان، وهو ما وصفه بالإجراء المحفز، كما قال إن نسبة الإدماج ستكون مرتفعة، حيث ستعادل في السنة الأولى الـ15 بالمائة وسترتفع في ظرف 5 سنوات فقط إلى 42 بالمائة، مع العلم أن عملية التسويق في البداية ستشمل 8 سيارات سياحية على غرار إيديس وأكسنت وتيكسون وتيكسو، التي ستكون متوفرة للبيع خلال أيام، ليتم توزيع الأصناف الأخرى في الأيام التي تليها، وستشرع هيونداي الجزائر فيما بعد في إنتاج مركبات نفعية، والتي تم تحديدها بصنفين سيتم الإعلان عنهما حسبه في الوقت المناسب.
470 منصب شغل مباشر و18 وحدة إنتاجية ومشاريع في الأفق
وعن حجم التشغيل، قال طحكوت إن المصنع الجديد سيساهم بشكل كبير في القضاء على البطالة وامتصاصها بولاية تيارت وحتى عبر جل ولايات الوطن، كاشفا في السياق عن توظيف 470 شخص في مناصب مباشرة ودائمة، وإمكانية خلق مئات المناصب الأخرى بشكل غير مباشر في المرحلة المقبلة، كما أعلن عن 18 وحدة لإنتاج قطع الغيار، والشراكة في هذا الإطار مع الإيرانيين، وهو ما سيساهم إلى حد كبير في رفع نسبة الإدماج، ضاربا مثالا في هذا السياق بإنتاج ذهان السيارات وهياكلها في الجزائر، مشددا على أن أي متعامل يشرع في المرحلة الأولى في التركيب والتجميع قبل أن ينتقل إلى مرحلة التصنيع، وهذا هو الهدف الأسمى لمجمع طحكوت حسبه، الذي لم يكتف بمجرد استيراد السيارات، وإنما عمل على جعلها سيارات جزائرية، بمعايير عالمية، ومطابقة حتى للسيارات الكورية التي تحمل علامة "هيونداي".
"الفاسيليتي" والقرض الاستهلاكي يرافقان "هيونداي الجزائرية"
وأكد طحكوت في رد على سؤال "الشروق" إمكانية تسويق سيارة هيونداي المصنعة في الجزائر عبر مختلف صيغ القرض الاستهلاكي المتاحة في البنوك، مشددا على أن هيونداي ستكون منتوجا جزائريا، وهو ما يجعل إمكانية بيعها للمواطنين عبر القرض الاستهلاكي وبالتقسيط واردة، مطالبا الزبائن المهتمين بهذه الصيغة بالتقرب من البنوك، مشددا "اذهبوا للبنوك وابحثوا عن الصيغ المختلفة معهم، فهيونداي بالتقسيط ستكون في متناول أيديكم، من سيارة إيديس إلى تيكسون".
"سيارات صُنِعَ في الجزائر" تصدر للخارج قريبا
وبالمقابل أعلن الرئيس المدير العام لمجمع طحكوت عن إمكانية تصدير سيارة هيونداي المصنعة في الجزائر للخارج، مشددا على أنه تمت فتح مفاوضات مع عدد من الدول وسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن المصنع سيعمل في البداية على إشباع حاجيات السوق، قبل أن يتنقل إلى التصدير، ليبقى هدفه جلب العملة الأجنبية للجزائر وتقليص فاتورة الاستيراد المرهقة، ودافع في هذا السياق عن خيار الحكومة بإلزامية إنجاز مصانع في الجزائر، قائلا أن دفتر الشروط الصادر سنة 2014 فصل في ذلك، وأنه كأحد المتعاملين الناشطين في السوق الجزائرية يشجع هذا الخيار ويثمنه وسيسير وفقه.
340 مليون دولار حجم استثمارات هيونداي الجزائرية
وحدد طحكوت حجم استثمار مشروع مصنع هيونداي الجزائر، الكائن مقره بتيارت بـ340 مليون دولار، وهو مبلغ مهم، 40 بالمائة تم تمويله من حساب مجمع طحكوت، و60 بالمائة الأخرى من القروض البنكية، مع العلم أن المصنع الجديد مملوك بنسبة مائة بالمائة لمجمع طحكوت الذي لم يستفد من الكوريين إلا في مجال الخبرة التقنية ونقل التكنولوجيا، وهو ما يعول عليه العملاق الكوري في الجزائر، باستعمال أياد جزائرية، حسب صاحبه محيي الدين طحكوت.
تدشين رسمي مرتقب قريبا من قبل وفد حكومي للمصنع
وعاد طحكوت ليتحدث عن تدشين رسمي للمصنع مرتقب من طرف وفد حكومي يضم جهات رسمية على غرار الوزراء قريبا، مؤكدا أن زيارة الأمس كانت لمجرد الإعلان إعلاميا عن الوفاء بوعوده والتزاماته تجاه السلطات والجزائريين، حينما حدد يوم 23 جوان المنصرم، تاريخ الفاتح من نوفمبر المقبل كأجل لإنتاج أول مركبة هيونداي مصنعة في الجزائر وكذلك بعد زيارة للوزير الأول عبد المالك سلال شهر أوت الماضي، قائلا "وعدت الوزير الأول عند زيارة مصنعي شهر أوت الماضي أني سأنتج أول سيارة شهر نوفمبر 2016، وكنت عند وعدي، وعملت جاهدا لتحقيق ذلك"، مضيفا "التزمت أمام الشعب الجزائري والسلطات العليا بأن أكون عند حسن ظنها واليوم أنا سعيد بتحقيق هذا الهدف، وسنرضي زبائننا إلى أقصى درجة"، معلنا عن تدشين رسمي قريبا للمصنع.
مدير التكوين بهيونداي: هذا برنامجنا لنقل الخبرة والتكنولوجيا للجزائريين
من جهته مدير التكوين على مستوى مصنع هيونداي الجزائر، بن طليبة علي، كشف عن برنامج مكثف لتكوين العمال الجزائريين، وتلقينهم الخبرة الكورية في هذا المجال، ونقل التكنولوجيا ومختلف التقنيات، مشيرا إلى أن هؤلاء الذين ساهموا في تصنيع النماذج الأولى من سيارة هيونداي الجزائرية، لا يقلون خبرة عن غيرهم من المتعاملين الكوريين، وعملوا في مجالات مختلفة، وسيتم تلقينهم مختلف التكنولوجيات ليكونوا في المستوى وعند حسن ظن الزبائن.
وأوضح في هذا الإطار أنه لحد الساعة تم تكوين 62 عاملا تكوينا متخصصا، وسيتم رفع الرقم عما قريب، واعدا الجزائريين بتكنولوجيا عالية في مجال تصنيع السيارات، التي ستنطلق من التركيب والتجميع، لتتحول مع مر السنوات إلى سيارة جزائرية بنسبة مائة بالمائة مع نسبة إدماج عالية جدا.
والي تيارت: البطاقات الصفراء لسيارة هيونداي الجزائر متوفرة.. وقدمنا كافة التسهيلات للمتعامل
وعاد والي تيارت عبد السلام بن تواتي، ليثمن مشروع مصنع هيونداي الجزائر، الذي قال إنه سيساهم إلى حد بعيد في القضاء على البطالة في الولاية وحتى بالولايات الأخرى، مشيرا إلى أن رجل الأعمال محيي الدين طحكوت التزم بوعوده وجسد المصنع في الآجال المحددة، وهو ما يجعله اليوم، يحضر لإطلاق أول سيارة قريبا والتي قد يتم تصديرها للخارج عبر بوابة ميناء مستغانم، وطمأن المواطنين بشأن إشكالية البطاقات الصفراء بأنه تم تقديم كافة التسهيلات للمتعامل في هذا المجال لتكون جاهزة ومن دون أي إشكاليات، وهو ما سيسهل إلى حد بعيد عملية تسويق المركبة.
وعاد الوالي ليذكر بأن هذه الأخيرة ستكون مصنعة بسواعد جزائرية، والتي قال إنها وبفضل التكوين الدقيق الذي تخضع له لن تكون أقل كفاءة من تلك الألمانية الرائدة في مجال تصنيع السيارات، مشددا على أن ولايته ـ أي تيارت ـ تحولت في وقت قياسي إلى قطب لإنتاج السيارات، بالعودة إلى مصنع مرسيدس التابع للجيش الوطني الشعبي، ومستبشرا خيرا بمستقبل إنتاج وتصنيع السيارات في الجزائر.