وجه وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، الأربعاء، تعليمة مستعجلة للولاة المعنيين بالحركة المعلنة في السلك الثلاثاء، يخطرهم بضرورة الالتحاق بمناصبهم الجديدة الأحد القادم كأقصى تقدير، وفيما تولى أمين عام الوزارة حسين معزوز مهمة إعلام الولاة المنتهية مهامهم سيشرع في التحضير لاجتماع الحكومة ـ الولاة قريبا.
أكدت مصادر "الشروق" بأن الحركة في سلك الولاة التي أعلنتها رئاسة الجمهورية الأربعاء عبر بيان رسمي، في أعقاب إعلانها في ختام اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء، كانت مباغتة ومفاجئة حتى بالنسبة لإطارات وزارة الداخلية، ومرد ذلك حسب المصادر إعلانها في مجلس الوزراء رغم أنها المرة الثانية التي تمر الحركة عبر هذه الهيئة، وذلك لأسباب تنظيمية محضة تتعلق بضرورة مصادقة مجلس الوزراء على بعض التعيينات مثل ما هو عليه الأمر بالنسبة لمنصب أمين عام بوزارة أو رئيس مدير عام بإحدى المؤسسات العمومية الإستراتيجية كالخطوط الجوية الجزائر أو سوناطراك أو غيرها.
وهو السبب الذي جعل حركة الولاة السنة الماضية تمر عبر مجلس الوزراء للمصادقة، لأنها تضمنت تعيين أمين عام جديد لوزارة الداخلية، فيما تضمنت الحركة الجديدة تعيين الوالي المنتدب لزرالدة أمينا عاما لوزارة السكن والمدينة.
الحركة في سلك الولاة التي جاءت متأخرة زمنيا نوعا ما مقارنة بالحركة التي عرفها السلك السنة الماضية والتي أعلنت نهاية شهر جويلية، جاءت مفاجئة ليس بالنسبة للولاة فقط، وإنما حتى بالنسبة للإطارات العليا بوزارة الداخلية على اعتبار أن إعلانها تم في مجلس الوزراء وتولى الأمين العام بوزارة الداخلية حسين معزوز إخطار الولاة المنتهية مهامهم، والاتصال بالولاة والولاة المنتدبين الجدد، وحسب شهادات بعض الولاة فالمعلومة وصلتهم عند حوالي الساعة التاسعة ليلا.
ورغم أن الحركة فرضت تغيير 18 واليا فقط، 9 منهم توقف مسارهم المهني بإحالتهم على التقاعد، على نقيض السنة الماضية التي شملت فيه الحركة 31 واليا وأعفت 17 واليا، إلا أنه لأول مرة يثير تغيير الولاة ردود أفعال في الشارع، واحتجاجات شعبية رافضة لمغادرة الوالي مثل ما حدث في ولاية ميلة التي لم يعمر بها الوالي المحول على ولاية بومرداس سوى سنة واحدة فقط، إلا أن الشارع شهد لأدائه الجيد، فيما أكدت مصادر "الشروق" أن عمليات تقييم لأداء الولاة ونسبة إنجاز المشاريع التنموية عادت لها الكلمة الفاصل في الحركة، كما شكل غضب الشارع وانقطاع التواصل بين قمة هرم السلطة المحلية والمواطنين السبب الرئيسي في إنهاء المسار المهني للولاة المحالين على التقاعد.
والملاحظ على حركة الولاة أنها أتت بصفة خاصة على الولاة المنتدبين للعاصمة، ويبدو أن أداء معاوني عبد القادر زوخ لم يقنعه، لدرجة أن التغيير شمل 6 ولاة منتدبين من مجموع 7 ولم يسلم سوى الوالي المنتدب لدائرة بئر مراد رايس من مقصلة الإبعاد التي يبدو أنها جاءت بطلب من والي العاصمة الذي استمر في منصبه، كما أن الملاحظ على الحركة أنها عزلت "الوزراء" رغم أن نورية زرهوني وعبد القادر قاضي عمرا طويلا في السلك قبل أن يلتحقا بالحكومة ويغادرانها عائدين للسلك مجددا.
بعيدا عن الحركة، من المنتظر أن تلتقي الحكومة بعد أسبوعين الولاة في اجتماع جعله الوزير الأول عبد المالك سلال، تقليدا منذ توليه مهمة تسيير شؤون قصر الدكتور سعدان، خاصة وأن الرئيس أصدر أوامره للحكومة في اجتماع مجلس الوزراء بضرورة حمل الولاة والأميار على إصلاح الجباية المحلية وجعل الجماعات المحلية شريكا فاعلا في الاستثمار وتنويع المداخيل، هذه الأوامر التي ستعجل باللقاء.