طالب علماء وفلكيون وأئمة بضرورة تصحيح التاريخ الهجري بعد تخلف الجزائر عن أغلب الدول العربية في تحديد الفاتح من محرم، حيث سارعت وزارة الشؤون الدينية منذ أسبوع إلى الإعلان أن الاثنين 03 أكتوبر هو أول محرم، على عكس الدول العربية في مقدمتها السعودية ومصر وتونس وفلسطين والإمارات.. التي أعلنت جميعها أن أمس الأحد هو بداية العام الهجري الجديد 1438، ما تسبب في جدل كبير في الشارع الجزائري، خاصة وأن الخلاف يشمل أيضا تحديد يوم عاشوراء، الذي لن يصومه الجزائريون هذا العام مع بقية الدول الإسلامية، ما أثار مخاوف الأئمة من حدوث فتنة..
طالب الخبير الفلكي لوط بوناطيرة بضرورة تصحيح التاريخ الهجري في الجزائر، والذي يتخلف بيوم واحد عن بقية الدول العربية والإسلامية، مؤكدا أن هذا الخلاف من شأنه أن يتسبب في فتنة يوم عاشوراء القادم، والذي لن يصومه الجزائريون مع بقية الدول الإسلامية، وانتقد المتحدث بشدة وزارة الشؤون الدينية، متهما إياها بتغليط الرأي العام وتجاوز الأعراف الدينية والعلمية في تحديد الفاتح من محرم، متسائلا "كيف للوزارة أن تجمع لجنة الأهلة لتحري هلال رمضان وشوال وتهمل هذا الأمر في تحري هلال محرم الذي يمثل بداية العام الهجري الجديد؟".
وأردف بوناطيرو قائلا "لقد حذرت وزارة الشؤون الدينية الأسبوع الماضي وأخبرت المسؤولين فيها من خلال وسائل الإعلام أن الفاتح من محرم سيكون علميا وفلكيا الأحد المصادف لـ2 أكتوبر، وذالك بسبب بداية الاقتران على الساعة الواحدة زوالا ما يجعل رؤية الهلال مضمونة، بعد المغرب مباشرة وهذا ما أكده الكثير من المواطنين من مختلف الولايات والذين اتصلوا بي وأخبروني برؤية الهلال، الذي شهدته أيضا العديد من الجمعيات الفلكية في الجزائر".
قسوم: خطأ الوزارة سيؤثر على عبادات الجزائريين
من جهته، استغرب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم للمقياس الذي اعتمدته الوزارة في تحديد الفاتح من محرم قبل أسبوع من تحريه، وأكد أن الخطأ يعود إلى تهميش الوزارة للعلماء وعدم استشارتهم في مختلف المجالات العلمية والفلكية، مطالبا الوزارة بضرورة تقديم توضيحات دينية وعلمية للجزائريين، خاصة وأن الجدل انتقل إلى الشارع، لأن الخطأ حسب محدثنا يؤثر على عبادات الجزائريين، خاصة فيما يتعلق بصيام عاشوراء الذي ألف الجزائريون صيامه في يوم واحد مع بقية الشعوب الإسلامية، وهذا ما لن يكون هذا العام ما سيتسبب في فتنة وجدل وسط المواطنين.
وطالب قسوم من القائمين على وزارة الشؤون الدينية ضرورة تكوين لجنة أهلة مختصة تترصد الهلال كل شهر وتكون لها علاقة مع بقية الشعوب الإسلامية لتفادي هذا الأخطاء التي تتعلق بالعبادات والشعائر الدينية للجزائريين "الذين يقدسون الفاتح من محرم وعاشوراء، أين تلجأ العائلات الجزائرية إلى الصيام والتزاور وإعداد أطباق خاصة من الطعام وهو الأمر الذي يجب تشجيعه وعدم التشويش عليه من خلال أخطاء غير مسؤولة في استباق التواريخ الهجرية..".
جمال غول: على الجزائريين صيام التاسع والعاشر لتجاوز الفتنة
وبدوره أكد رئيس التنسيقية المستقلة للأئمة وموظفي الشؤون الدينية جمال غول أن خطأ وزارة الشؤون الدينية في تحديد الفاتح من محرم سينعكس سلبا على الجزائريين من خلال التشويش على شعائرهم الدينية، خاصة فيما يتعلق بصيام عاشوراء، ولتفادي هذا الجدل طالب المتحدث من المواطنين صيام التاسع والعاشر من عاشوراء والذي سيصادف الثلاثاء والأربعاء المصادفين لـ11 و12 أكتوبر، حيث سيصادف صيام الثلاثاء عاشوراء عند بقية الدول الإسلامية وهذا ما يحقق الوحدة في الصيام.
وانتقد المتحدث تناقض الوزارة في تحري هلال الشهور الهجرية "فتارة تعتمد على المبدأ العلمي والفلكي وتارة أخرى تلجأ إلى لجنة رصد الهلال وهذا ما أوقعها هذه المرة في الخطأ، ولتفادي هذه الحادثة يجب الاعتماد على مقياس واحد يعتمد على تحقيق التقارب والتنسيق مع بقية الدول الإسلامية في تحري الهلال لتجنب الخلاف".
الوزارة تتهرب من تقديم توضيحات
اتصلت "الشروق" بالقائمة على الاتصال على مستوى وزارة الشؤون الدينية، للاستفسار عن موقف الوزارة عن هذا الخلاف، والمقاييس التي اعتمدتها في تحديد الفاتح من محرم، غير أن المتحدثة طلبت من الصحفي رقمه ووعدته بربطه مع المسؤول عن القضية على مستوى الوزارة، غير أن الصحفي لم يتلق أي توضيح أو اتصال، بالرغم من إلحاحه وتأكيده للمعنية أن رأي الوزارة مهم لتقديمه للرأي العام.