خالف اجتماع منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك)، بالجزائر كل التوقعات بفشله، ليخرج باتفاق على خفض الإنتاج، فضلا عن تحوله إلى اجتماع استثنائي قراراته ملزمة.
وأعلن رئيس المنظمة محمد الصالح السادة، وهو وزير الطاقة القطري، بعد اجتماع دام قرابة الست ساعات الأربعاء، أنه تقرر تحديد إنتاج المنظمة بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا وهو ما يعني تخفيضه بحيث يبلغ حاليا 33.24 مليون برميل يوميا.
ووفق السادة فإن دولا مثل إيران وليبيا ونيجيريا، تم استثناؤها من قرار تحديد الحصص بسبب ظروفها الخاصة.
كما أعلن ذات المسؤول، أنه تقرر مواصلة الحوار مع دول من خارج المنظمة حول إعادة التوازن للسوق النفطية، إلى جانب تنصيب لجنة عليا تتابع نظام الحصص داخل أوبك والذي سيحدد بدقة في الاجتماع القادم بفيينا.
أما وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، فوصف القرار بالتاريخي وقال أن الاجتماع تحول من غير رسمي إلى اجتماع استثنائي للمنظمة.
وعاش قصر المؤتمرات غرب العاصمة طيلة اليومين الماضيين، مفاوضات ماراتونية بين منتجي النفط، وخاصة من داخل أوبك، حيث استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال عدة وزراء في مقدمتهم وزيرا النفط السعودي والإيراني.
ومع انطلاق منتدى الطاقة العالمي، الذي غطت عليه اجتماعات أوبك تم تداول تصريحات حول خلافات بين السعودية وإيران، كانت وراء فشل اتفاق الدوحة في أفريل الماضي.
ويعد هذا الاتفاق، الأول من نوعه الذي يقرر خفض الإنتاج داخل منظمة أوبك منذ عام 2008.
وقام وزير الطاقة نور الدين بوطرفة منذ مطلع سبتمبر الماضي، بجولة شملت عدة دول من داخل أوبك وخارجها، لبحث التوافق حول قرار لتثبيت الإنتاج أو خفضه.
وفور نشر خبر الاتفاق نقلت مواقع متخصصة وكالات أنباء ارتفاع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 2.72 دولار أو 5.9 بالمئة ليبلغ عند التسوية 48.69 دولار للبرميل بعد وصوله إلى أعلى مستوى في أكثر من أسبوعين عند 48.96 دولار للبرميل.
وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.83 أو 5.3 بالمئة ليبلغ عند التسوية 47.05 دولار للبرميل بعدما سجل أعلى مستوى له منذ الثامن من سبتمبر أيلول عند 47.45 دولار للبرميل.
وامتدت موجة صعود النفط إلى سوق الأسهم حيث صعد مؤشر أسهم الطاقة في وول ستريت أربعة بالمئة ليسجل أكبر مكاسبه اليومية منذ يناير كانون الثاني.
وهبطت أسعار النفط إلى أقل من نصف مستواها في منتصف 2014 حين كانت تتجاوز 100 دولار للبرميل مع ارتفاع إنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة إلى جانب وفرة الإمدادات العالمية الأخرى وإنتاج أوبك.