شهد شهر جويلية الجاري موجة من جرائم القتل الجماعي والهجمات الإرهابية في مناطق متفرقة من العالم، مما أثار الذعر في عدة بلدان لم تكن حتى وقت قريب من بين الدول التي تعاني من أزمات أمنية.
من بنغلاديش والسعودية والولايات المتحدة إلى فرنسا وألمانيا وصولاً إلى اليابان، استهدف مهاجمون بخلفيات ودوافع مختلفة مدنيين وقتلوا وأصابوا العشرات بدم بارد.
وإذا كانت منطقتنا العربية تعاني من العنف في فلسطين المحتلة التي تشهد حملة انتهاكات متواصلة من القوات الإسرائيلية وليبيا المنقسمة والغارقة في الفوضى واليمن الجريح وسوريا المنكوبة بحرب أهلية ذات أطراف إقليمية ودولية متناحرة وكذلك في العراق منذ الغزو الأمريكي في عام 2003، فإن القائمة بدأت بالتوسع وانتقل العنف إلى أوروبا نتيجة لعدة عوامل منها القرب من مناطق الصراع في الشرق الأوسط الملتهب.
وفي حين تبقى أمريكا متفردة في كون حوادث إطلاق النار فيها متكررة ودموية، شكل الاعتداء على مركز لذوي الاحتياجات الخاصة في اليابان علامة فارقة في موجة الجرائم الأخيرة في العالم، حيث لم تشهد إمبراطورية الشمس حادثاً مماثلاً منذ عدة عقود.
"الشروق أونلاين" يرصد لكم في هذا الموضوع أبرز الحوادث التي هزت العالم في شهر جويلية:
في مساء الأول من جويلية، اقتحم سبعة مسلحين على الأقل مطعماً يرتاده رعايا أجانب في حي راق في العاصمة البنغلاديشية دكا وقتلوا عشرين شخصاً، في عملية احتجاز رهائن انتهت بتدخل القوات الأمنية التي قتلت ستة من المهاجمين واعتقلت السابع.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) انتماء المهاجمين له، وسط تشكيك من الحكومة في بنغلاديش التي قالت أنهم متشددين محليين.
وأسفر الهجوم عن مقتل 20 شخصاً منهم تسعة إيطاليين وسبعة يابانيين وأمريكي وهندي، في حين تم إنقاذ 13 شخصاً منهم مواطن ياباني واثنان من سريلانكا، بحسب بيان للجيش البنغالي، يوم 2 جويلية.
اعتداء المسجد النبوي
في آخر يوم من شهر رمضان المبارك عشية عيد الفطر، يوم 5 جويلية، فجر انتحاري نفسه وقت الإفطار قرب المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وكان المنفذ يستهدف رجال الأمن الذين كانوا يتناولون وجبة الإفطار.
وقالت السلطات الأمنية السعودية، أن العملية الإرهابية أسفرت عن مقتل أربعة منهم وإصابة خمسة آخرين.
وبالتزامن، وقع عند صلاة المغرب في ذات اليوم وبالقرب من أحد المساجد في محافظة القطيف، تفجير انتحاري ثان وتم العثور على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص، واتهمت السعودية تنظيم "داعش" بالوقوف وراء هذه العمليات الدنيئة.
قُّتل 84 شخصاً وجرح أكثر من 200، بعد أن انطلق مسلح بشاحنة مسرعة صوب حشد كان يشاهد عرضاً للألعاب النارية خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس، مساء يوم 14 جويلية.
وأعلنت الشرطة الفرنسية، أن سائق الشاحنة هو محمد لحويج هلال ويبلغ من العمر 31 عاماً وهو فرنسي-تونسي مولود في تونس.
وقتلت الشرطة المهاجم وعثرت في الشاحنة التي كان يقودها على وثائق هويته وعلى أسلحة.
وأعلن "داعش" المتشدد، مسؤوليته عن الهجوم العنيف الذي تعرضت له مدينة نيس، وقال إن "منفذ عملية الدهس في نيس بفرنسا هو أحد جنود الدولة الإسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الذي يقاتل الدولة الإسلامية".
فتح مسلح ألماني من أصل إيراني يبلغ من العمر 18 عاماً ويبدو أنه تصرف بشكل منفرد النار قرب مركز مزدحم للتسوق في مدينة ميونيخ في إقليم بافاريا جنوبي البلاد، مساء الجمعة 22 جويلية، فقتل تسعة أشخاص على الأقل (ثمانية منهم مسلمون) قبل أن يطلق الرصاص على رأسه.
وقالت السلطات أن المهاجم لا علاقة له بالمتشددين وإنه مهووس بقصص الجرائم والأسلحة ويعاني من اضطرابات نفسية وعقلية.
وشهدت ألمانيا بعد هجوم ميونيخ حادثين أخريين، ففي روتلينغن القريبة قتل طالب لجوء سوري، يوم الأحد 24 جويلية، امرأة ألمانية بعد أن هاجمها بساطور على إثر خلاف بينهما قبل أن تعتقله الشرطة. وفي نفس اليوم، فجر مهاجر سوري أعلن تنظيم "داعش" أنه من مقاتليه قنبلة خارج مكان أقيم فيه مهرجان موسيقي في بلدة أنسباخ قرب مدينة نورمبرغ البافارية، مما أسفر عن مقتله وإصابة 15 شخصاً.
وقتل مريض بالرصاص طبيباً في مستشفى جامعي في العاصمة برلين، الثلاثاء 26 جويلية، ثم انتحر، لكن لا توجد "أي إشارات" على صلة بين الهجوم والإرهابيين.
ووقعت هذه الهجمات والحوادث بعد أيام على هجوم نفذه طالب لجوء قيل إنه أفغاني ثم باكستاني، حيث أصاب خمسة أشخاص بجروح، يوم 18 جويلية، بعد مهاجمتهم بفأس على متن قطار في فورستبورغ قبل أن تقتله الشرطة، في اعتداء تبناه تنظيم "داعش".
هذه الحوادث أثارت قلق المواطنين بشأن سياسة الباب المفتوح التي تتبعها المستشارة أنغيلا ميركل فيما يتعلق باستقبال اللاجئين.
إطلاق نار في فلوريدا
وقع إطلاق نار، يوم الاثنين 25 جويلية، خارج حفل لمراهقين في ملهى ليلي في مدينة فورت مايرز في ولاية فلوريدا الأمريكية، مما أسفر عن مقتل مراهقين أحدهما يبلغ من العمر 14 عاماً والآخر 16 عاماً وإصابة 17 شخصاً آخرين.
وما زالت السلطات تتعقب المشتبه به في تنفيذ العملية التي لم تربطها بالإرهاب وتجري حملة تمشيط في المنطقة.
ويأتي إطلاق النار بعد ستة أسابيع من مذبحة في ملهى ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو في فلوريدا، حيث قتل مسلح 49 شخصاً، في أسوأ حادث إطلاق نار جماعي في تاريخ الولايات المتحدة.
مذبحة قرب طوكيو
قتل رجل يحمل سكيناً 19 شخصاً أثناء نومهم في منشأة لذوي الاحتياجات الخاصة قرب العاصمة اليابانية طوكيو، في وقت مبكر يوم الثلاثاء 26 جويلية، في أسوأ واقعة قتل جماعي في اليابان منذ عقود.
وأصيب ما لا يقل عن 25 شخصا ًفي الهجوم على منشأة تسوكوي يامايوري-إن، الواقعة في بلدة ساجاميهارا على بعد 40 كيلومتراً جنوبي شرق طوكيو.
وقالت وكالة كيودو للأنباء، إن المشتبه فيه وهو موظف سابق بالمنشأة يبلغ من العمر 26 عاماً سلم نفسه للشرطة. وقال الرجل ويدعى ساتوشي يوماتسو في خطابات كتبها في فيفري، إنه يستطيع "التخلص من 470 معاقاً"، مما يشير إلى ارتكابه هذه الجريمة المروعة بسبب اختلال عقلي يعاني منه.
هجوم كنيسة روان
قتل قس في 84 من عمره طعناً بسكين وأصيب رهينة آخر بجروح خطيرة في هجوم، يوم الثلاثاء 26 جويلية، على كنيسة في شمال فرنسا نفذه مهاجمان على صلة بتنظيم "داعش".
وأطلقت الشرطة النار على المهاجمين وقتلتهما. واحتجز خمسة أشخاص كرهائن في الهجوم. وقال مصدر بالشرطة، إن القس قتل ذبحاً على ما يبدو.
وقال ممثل الإدعاء المعني بمكافحة الإرهاب في فرنسا، إن أحد الرجلين اللذين هاجما كنيسة بلدة سانت إتيان دو روفرايه قرب مدينة روان بسكاكين، هو عادل كرميش (19 عاماً) وكان يخضع لرقابة مشددة بعد محاولتين فاشلتين للوصول إلى سوريا العام الماضي.