أظهرت نتائج امتحان شهادة البكالوريا تراجعا ملحوظا في المستوى، بحيث تراجعت نسبة النجاح بنسبة 2 بالمائة، حيث بلغت نسبة النجاح 49.79 بالمائة بسبب "التسريبات"، واحتلت شعبة الرياضيات الصدارة وتلتها اللغات الأجنبية، في حين احتلت شعبة العلوم المرتبة ما قبل الأخيرة رغم الإعادة. بالمقابل بلغ عدد الراسبين وطنيا 280 ألف راسب مقابل 260 ألف ناجح.
أعلنت، الثلاثاء، وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، لدى نزولها ضيفا على برنامج "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، أن نسبة النجاح في البكالوريا للمترشحين المتمدرسين بلغت 49.79 بالمائة و33.7 بالمائة وسط الأحرار، مؤكدة أن أعلى نسبة نجاح سجلت في شعبة الرياضيات بنسبة 63.26 بالمائة تليها لغات أجنبية بنسبة 50.09 بالمائة.
في الوقت الذي أرجعت فيه الوزيرة تراجع النسبة مقارنة بالسنة الماضية أين بلغت 51.36 بالمائة، إلى ما أسمته "بالعمل الإجرامي الذي استهدف هذه الدورة والتأثير السلبي لشبكات التواصل الاجتماعي خاصة "الفايسبوك"، بعد فضيحة "التسريبات"، ما أدى– حسبها- إلى تنظيم بكالوريا جزئية 15 يوما فقط على البكالوريا الفعلية. واعتبرت أن الاعتراف بالتسريبات وإعادة الامتحان عزّز أكثر مصداقية شهادة امتحان البكالوريا.
وبينت النسبة المحققة للدورتين الأولى "العادية" والثانية "الاستثنائية"، تراجعا في مستوى التلاميذ، على اعتبار أن النتائج المحققة لا تترجم المستوى الحقيقي لامتحان البكالوريا.
وهو ما يؤكد أن فضحية "التسريبات" التي مست أسئلة الاختبارات في جل المواد، قد عصفت بمكتسبات البكالوريا المحققة منذ 1962، التي عرفت تطورا مدروسا وممنهجا منذ سنوات الإصلاح، وبالتالي فالإبقاء على "مواد مسربة" خاصة في شعبتي الآداب والفلسفة والآداب واللغات الأجنبية، من دون الإعادة قد أخلط مقاييس "التقويم" المتعارف عليها، بحيث احتلت شعبة آداب ولغات أجنبية المرتبة الثانية من حيث النتائج المحققة وطنيا بعد شعبة الرياضيات وتقني رياضي بفضل "التسريبات"، لتحتل شعبة علوم طبيعية المرتبة ما قبل الأخيرة رغم الإعادة، في حين احتلت شعبة آداب وفلسفة المرتبة الأخيرة، رغم أن مهزلة "التسريبات" قد مستها وشملت معظم المواد بما فيها التاريخ والجغرافيا، التربية الإسلامية وغيرها التي تم الإبقاء عليها من دون إعادتها.
وتصدرت ولاية تيزي وزو ترتيب الولايات للمرة الثامنة على التوالي من حيث نسبة النجاح، في حين احتلت مديرية التربية للجزائر شرق المرتبة 7، تليها مديرية التربية للجزائر غرب في المرتبة 9، في حين احتلت مديرية التربية للجزائر وسط المرتبة 13. بالمقابل بلغت نسبة الرسوب 52 بالمائة ما يعادل 280 ألف راسب وطنيا، مقابل 260 ألف ناجح من مجموع 549 ألف مترشح متمدرس.
وكذبت نسبة النجاح المعلنة الثلاثاء، من قبل الوزيرة، تصريحات المفتش العام للوزارة، نجادي مسقم، الذي راهن في تصريحات إعلامية سابقة، على ارتفاع نسبة النجاح خلال هذه الدورة مقارنة بالسنة الماضية.