الحوادث الحياتية والمحن المتنوعة إن جاء وقتها، فلن تفرّق بين أحد، لأن الناس كلهم سواسية أمامها، لا تعرف فقيراً أم غنياً، قوياً أم ضعيفاً، مسلماً أم غير مسلم.. وليس هذا هو المهم، بقدر أهمية الكيفية التي يتعامل الناس معها.
البشر أمام تلك المحن والمشكلات والابتلاءات متفاوتون. هناك من تخور قواه فوراً أمام أول محنة يتواجه معها، وفريق تخور قواه بعد حين من الدهر قصير، وثالث يصمد لفترة أطول، وفئة رابعة تقرر أن تواجه المحنة بعـزيمة وإصرار، تدفعهم إلى ذلك روحٌ جبارة متأهبة للتحدي والانتصار على أي محنة حياتية، يكاد يغبطهم كثيرون عليها.. إنهم المؤمنون.
الإيمان بالقدر خير وشره، من أركان الإيمان الستة التي تعلمناها منذ نعومة أظفارنا، وهو ما يجعل المرء المؤمن منا يطمئن إلى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، فقد رُفعت الأقلام وجفت الصحف. هذه حقيقة إيمانية ما إن تستقر بالقلب، حتى تتضح معالم الأمور أمام الإنسان في حياته.
المؤمن يُثاب على أي مكروه يصيبه، حتى الشوكة يشاكها له فيها أجر.. أجر الألم وأجر الصبر على الألم.. وهذه من الحقائق التي تجعل القلب يطمئن أكثر فأكثر، ولقد تعلمنا كذلك من ضمن دروس الإيمان وما يثبت القلب، أن المؤمن أمره كله خير، إن أصابه خيرٌ فشكر، كان له أجر، وإن أصابه شر فصبر، كان له أجر أيضاً.. إنها حقائق إيمانية تحتاج إلى عميق تأمل وتدبر، فهل نفعل؟
بقلم : د. عبد الله العمادي