واصل التجار رفع أسعار الخضر والفواكه خلال اليوم الأول من الشهر الفضيل، حيث شكلت الأسعار صدمة حقيقية بالنسبة للعديد من المواطنين الذين قصدوا مختلف الأسواق لاقتناء حاجياتهم، فلم يقف الغلاء حاجزا في طريقهم، فيما فضل آخرون التوجه إلى سوق الإتحاد العام للعمال الجزائريين ومواجهة الطوفان البشري والانتظار في طوابير طويلة مقابل تخفيضات تصل حتى 50 بالمائة في أسعار بعض المنتجات. "الشروق" رافقت وزير التجارة بختي العايب خلال جولته في أسواق العاصمة ووقفت على حجم الزيادات التي صدمت الوزير...!
كانت الساعة في حدود منتصف النهار، عندما وصلنا سوق الإتحاد العام للعمال الجزائريين بأول ماي، كان العشرات من المواطنين يهمون بالخروج محملين بمختلف السلع من خضر فواكه ومشروبات غازية وعصائر، اعتقدنا للوهلة الأولى أن الازدحام سيكون أقل نظرا للأعداد الهائلة المغادرة للسوق، لكن صدمتنا كانت كبيرة، حيث الطوابير تصطف وتمتد .
وخلال جولتنا في المحلات، شاهدنا انخفاضا محسوسا في الأسعار واستحسانا كبيرا من المواطنين، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من التمر 300 دج، كيس 5 كيلوغرام من الفرينة بـ200 دج، القهوة 140 دج، عبوة من زيت الطبخ الحجم الكبير 5 لترات بـ540 دج، 30 حبة بيض بـ220 دج، أما بالنسبة للحوم الحمراء فسعرها 1250 دج للكيلوغرام الواحد من لحم الأغنام، و960 دج للكيلوغرام الواحد من لحم الأبقار.
يقول صاحب المحل: هناك إقبال كبير على محلنا منذ يوم السبت الماضي، فمحلاتنا معروفة بالبيع بأسعار منخفضة في شهر رمضان وعلى مدار السنة، نملك سلسلة محلات في بئر توتة، سعيد حمدين، أولاد يعيش، البليدة وغيرها، ولحومنا مشهود لها بالجودة، حيث تحرص مؤسستنا على تربية الأغنام والأبقار في الجلفة، الأغواط، عين وسارة.
أما محلات الخضر والفواكه والتي تم إضافتها العام الماضي، فقد كانت البضاعة فيها شبه منتهية، لأنها القبلة الأولى للمواطنين الفارين من جحيم الأسواق الجوارية، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الجزر 50 دج، الطماطم 80 دج، الفلفل الأخضر 100 دج، الباذنجان 100 دج، البطاطا 22 دج، الخيار 60 دج، الفاصولياء الحمراء 200 دج، الفاصولياء الخضراء "الماشتو" 150 دج، البصل 22 دج، أما الفواكه فسعر المشمش 90 دج، الفراولة 130 دج.
يقول أحد الباعة قدم من ولاية تيزي وزو: نحن مرغمين على البيع بأسعار منخفضة، فبعض الخضر نشتريها من سوق الجملة بأثمان مرتفعة ونبيعها دون ربح كالخيار 60 دج في الجملة نبيعه بنفس الثمن، وكذلك الأمر بالنسبة للجزر 45 دج في الجملة ونبيعه بـ50 دج، وكشف ذات المتحدث أنه استأجر الخيمة بـ50 ألف دينار شهريا وهو سعر مرتفع ويبيعون بالخسارة.
الأسعار الحقيقية تصدم الوزير والتجار يرفضون الانصياع للتعليمات
ولمعرفة الأسعار في الأسواق الجوارية، رافقنا وزير التجارة بختي بالعايب في جولته في سوق الخضر والفواكه ببلكور، أين لاحظنا فروقا شاسعة في الأسعار، ففي السوق الثاني حددت أسعار البطاطا بـ40 دج، الفلفل الأخضر 100 دج، البصل 35 دج، الطماطم 120 دج، الباذنجان 80 دج، القرعة 140 دج، الجزر 80 دج، الفاصولياء الخضراء 120 دج، البيض ما بين 220 و250 دج، اللحم الغنمي 1500 دج.
واعترف الوزير بختي العايب في تصريح للشروق بصدمته تجاه الأسعار المطبقة في الأسواق الجوارية والتي تختلف تماما مع تلك الأسعار المطبقة في الأسواق التضامنية، حيث استغرب لإقدام التجار على رفع الأسعار الموسمية التي تشهد وفرة غير مسبوقة على غرار البطاطا والطماطم والقرعة، وكان للوزير دردشة مع التجار الذين رفعوا الأسعار، حيث أكدوا أن الأسعار التي تطالب بها وزارة التجارة غير واقعية وتتعارض مع الأسعار المطبقة في أسواق الجملة "فلا يوجد أي تاجر بإمكانه بيع البطاطا بـ22 أو 25 دج وهو السعر المطبق في الأسواق التضامنية للوزارة..".
وتوقع المسئول الأول على قطاع التجارة انخفاض الأسعار في أجل قدره 3 أيام إلى أسبوع، مضيفا أن الزيادات مست حتى اللحوم البيضاء والتي كانت قبل أيام بـ250 دج لتصل اليوم لـ300 دج، وهذا لكثرة الطلب عليها.
وحمل الوزير المستهلكين مسئولية الارتفاع في الأسعار بسبب كثرة الطلب والإقبال الكثير، وقد حان الوقت لإدخال ثقافة القناعة عند المستهلكين.