تساءل الأمين الوطني المكلف بالتنظيم في النقابة الوطنية لعمال التربية "الأسانتيو" قويدر يحياوي، عن الجهة المسؤولة عن تداول أسئلة امتحان البكالوريا بعد نصف ساعة فقط من انطلاقه، قائلا في اتصال مع "الشروق" أمس "ننتظر تحركا عمليا من مصالح الدرك والأمن لكشف المتورطين، فهل هم شبكات منظمة تسعى للتشويش على التلاميذ، أم عمليات فردية ومعزولة"، وأكد المتحدث أن بعض المواضيع المنشورة عبر مواقع "الفايسبوك" قديمة جرى تزوير تاريخها.
واستبعد يحياوي تورط أساتذة أو موظفين بقطاع التربية في ظاهرة الغش، وحسبه "الأستاذ هو أحرس الناس على سير الامتحانات في نزاهة وصرامة، ليرى ثمرة جهده على الميدان".
وأرجع المتحدث أسباب استفحال الظاهرة كل سنة، إلى غياب عقوبات رادعة خاصة من السلطات القضائية، "لم نسمع أبدا عن إلقاء القبض على شبكات تورطت في التسريب الإلكتروني، فالأجدر كشف هؤلاء للرأي العام والمجتمع ليرتدع البقية مهما كانت صفتهم".
بدوره، دعا الناطق باسم الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "اينباف" مسعود عمراوي، إلى الاطمئنان وعدم الهلع من ظاهرة تسريب مواضيع البكالوريا على الفايسبوك "لأنها مواضيع قديمة، وليركزوا اهتمامهم على حفظ ومراجعة المواد المتبقية في الامتحانات، ناصحا التلاميذ بالابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الفترة".
كما اعتبر عضو المجلس الوطني للثانويات "الكلا" زوبير روينة، أن وزارة التربية استعدت جيدا لمحاربة الغش بالبكالوريا، من خلال إجراءات صارمة جدا، ولكن "من الصعب التحكم في قسم يضم أكثر من 20 تلميذا غشاشا وحراصته، وليس فردا أو اثنين...فالغش أصبح منتشرا وعلى نطاق واسع جدا في المجتمع وبالأخص في المدرسة". ولهذا السبب لا يمكن حسبه القضاء على الغش إلا من خلال تشديد الحراسة والردع، وتطبيق القانون بحذافيره.
وحمّل المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الابتدائي "سناباب" حميدات محمد رؤساء المراكز مسؤولية انتشار الغش في البكالوريا، وحسبه، فإن "بعض رؤساء المراكز ببعض المناطق يسربون الأسئلة لأحبابهم وأصحابهم"، متسائلا عن المعيار في التعيين في منصب رئيس مركز، رغم عدم امتلاكه خبرة ميدانية. واقترح المتحدث، جلب رؤساء المراكز من الولايات المجاورة لمحاربة الجهوية والمحاباة.
وأكد رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، احمد خالد، أن الجميع متورط في انتشار الغش وتسريب أسئلة البكالوريا من تلاميذ وأولياء وأساتذة، وأشخاص من خارج القطاع، وحسبه "هناك من يشوش على البكالوريا انتقاما من المجتمع، وآخرون محبون للفوضى ويريدون كسب المال الحرام، والبعض يتسلى خلف جهاز الكمبيوتر وينشر الأسئلة". وأكد خالد، أنهم سيطالبون بن غبريط، في لقاء سيجمعهم الاثنين حول موضوع إصلاح البكالوريا، بالكشف عن أسماء المتورطين في الغش الإلكتروني.