عرفت ظاهرة التدخين لدى الأطفال انتشارا رهيبا فالإحصائيات الأخيرة أشارت إلى أن 15 بالمائة من الأطفال المتمدرسين بالطور المتوسط يدخنون بانتظام وأن أكثر من 25 من بالمائة من تلاميذ الطور الثانوي يدموننه، كما أن القصر الذين توقفوا عن الدراسة مبكرا وصلت نسبة التدخين عندهم إلى أزيد من 50من المائة، وهذا ما يعادل 2 مليون طفل في الجزائر حسب آخر دراسة للفورام..
كشف البروفسور مصطفى خياطي أن السبب الأول في اقدام الأطفال على التدخين هم الأولياء، "كون الابن مولع بتقليد والده أو بتقليد أي فرد من أفراد العائلة وهذا ما يعتبر ضوءا أخضر للابن لممارسة التدخين"
وأضاف خياطي أنه من غير المعقول أن يرسل الأب ابنه ليشتري له السجائر لأنه بذلك يدعوه بطريقة غير مباشرة إلى التدخين.
أطفال يدخنون 20 سيجارة يوميا
"يوسف" أحد الأطفال الذين إلتقيناهم صدفة وهو جالس يتملق بسيجارته التي توهجت من لهف تدخينها، قال لنا إن عمره 14 سنة وإنه بدأ التدخين منذ أن تنقل إلى مرحلة الطور المتوسط كما أنه يدخن 20 سيجارة يوميا كونه ميسور الحال وإخوته يمدونه بالمال لأنه أصغرهم ليضيف لنا أنه بعد الانتهاء من التدخين يأكل الحلوى لإزالة رائحة الدخان.
قصدنا أحد المحلات التي تبيع التبغ فأخبرنا أنه يبيع السجائر للأطفال ظانا منه أنها لآبائهم أو لأشخاص كبار في السن وهذا ما يعارض القانون الذي يمنع بيع التبغ للأطفال القصر، غير أن الباعة لا يجدون حرجا في ذلك كون الرقابة منعدمة.
عند تمام الساعة الـ4 بعد الظهر وقفنا أمام إحدى المدارس بالعاصمة لنشهد خروج الأطفال فبمدرج أن وطأت أرجل بعض التلاميذ الشارع حتى أشعلوا السجائر، قال لنا أحدهم "راني مدمر" لأنه لم يدخن منذ الساعة الواحدة ظهرا وأن أحد الأساتذة أغاضه هو يدخن في ساحة المدرسة.
وفي نفس السياق قال "خياطي" بأن وزارة التربية تمنع منعا باتا التدخين في محيط المدرسة لإعطاء صورة جيدة للتلميذ كما أنه من الواجب تقديم حملات تحسيسية و توعوية بصفة منتظمة ومتكررة في المدارس حول مخاطر التدخين.
وأشار محدثنا أيضا إلى أن القانون المصادق عليه الذي يحرم التدخين في الأماكن العمومية بقي حبرا على ورق لأن معظم الأماكن إن لم نقل كلها يدخن فيها بلا رادع و لا مانع.
وفي هذا الإطار أكد "يوسف حطانبلي" أستاذ علم الاجتماع بأن الجماعة والأصدقاء يتأثرون فيما بينهم فإن كانت بين الجماعة عينة تدخن فكل الأعضاء عرضة لذلك و أشار إلى أن التدخين لدى جماعة من الأطفال في سن مبكرة يجعلهم عرضة بنسبة كبيرة إلى إدمان المخدرات لاحقا.