تنظم وزارة الطاقة يوم 24 ماي الجاري منتدى الأعمال الجزائري الأوروبي للطاقة، بفندق الأوراسي بالعاصمة، بحضور 100 شركة أوروبية مختصة في الغاز والكهرباء والطاقات المتجددة، وستفاوض هذه الشركات لأول مرة الخواص الجزائريين للظفر بمشاريع طاقوية وغازية، بدل مجمعي سونلغاز وسوناطراك، وباشرت وزارة الطاقة حملة لاستقطاب 400 رجل مال وأعمال قبل التاريخ السالف الذكر، وشرعت في لقاء منظمات الباترونا ومراسلة أصحاب المؤسسات عبر المايل والهاتف.
وأكد مدير المحروقات على مستوى وزارة الطاقة خلال الندوة المنظمة أمس بمقر الوزارة، أن منتدى "البيزنس" المنتظر يوم 24 ماي الجاري، سيعقد للظفر بشراكات جديدة في مجال الغاز الذي يسيل لعاب المتعاملين الأوروبيين، داعيا الخواص الجزائريين للمشاركة عبر مقترحات مشاريع وبرامج بناءة، مشددا على أن الحكومة سترافقهم وتوفر لهم كافة الظروف المناسبة لذلك، واصفا الفرصة التي قررت الحكومة منحها لهم بـ"الذهبية التي لن تعوض".
من جهته، يؤكد رئيس لجنة ضبط الكهرباء والغاز، عبد العالي بعداش، أن مشاركة الخواص ضرورية لإقناع الأجانب، مشيرا إلى أن مجال الكهرباء والطاقات المتجددة حيوي ومن شأنه جلب شراكات معتبرة، مشددا على أنه سيتم اقتراح برنامج لإنتاج الكهرباء عبر الطاقات المتجددة بـ20 موقعا وعدد معتبر من الولايات، مخاطبا الخواص "إظفروا بصفقات هامة، فهدفنا أن ترافقونا.. وتحدثوا بلغة التجارة وابحثوا عن مكاسبكم واستثماراتكم مع الأوروبيين".
وكشف في هذا الإطار، أنه تم منذ أشهر لقاء رجال المال والأعمال ومنظمات الباترونا ومنتدى رؤساء المؤسسات، وهدف الوزارة اليوم، حسبه، تعزيز الشراكة مع الأوروبيين عبر الخواص، كما تمت مراسلة الكثيرين منهم عبر المايل ومهاتفتهم، وتسعى الوزارة لبلوغ رقم يعادل 400 رجل أعمال جزائري في مجابهة 100 شركة طاقوية أوروبية.
وأكد في هذا الإطار أنه لا رجعة عن القاعدة الاستثمارية 51 ـ 49، كما أنه لا تغيير لقوانين الاستثمار، ولا تخفيضات جبائية جديدة، فالقوانين الجزائرية ستطبق كما هي، في حين قال أن قانون الاستثمار بصدد التعديل، وأهم ما سيتضمنه هو منح العقار بقرار وزاري وليس ولائي، وهو مكسب للمستثمرين، معترفا بصعوبة مناخ الاستثمار في الجزائر، إلا أنه يتحسن تدريجيا.
وخاطب الخواص قائلا "يمكنكم تصنيع التجهيزات وتحويل الكهرباء وتقديم حلول لاقتصاد الطاقة والاندماج في مجال الصناعة مهنيا، أمامكم فرص من ذهب وما يهمنا هو أن يكون يوم 24 ماي ليس مجرد ندوة، بل يجب أن نخرج بمشاريع شراكة هامة"، فيما قال أن الحكومة ستكون ذكية في اختيار المشاريع وستسأل المستثمر "كم بجعبتك من الأموال، وستضمن على الأقل 70 بالمائة من المبلغ، فيما يمكن تدبر 30 بالمائة عبر البنوك وصناديق الاستثمار".
وقيّم السفير ورئيس لجنة الاتحاد الأوروبي في الجزائر مارك سكوليل، أن الشراكات الجزائرية الأوروبية في مجال الطاقات المتجددة بالجيدة، إلا أن الأوروبيين يطمحون خلال المنتدى المقبل لتحقيق المزيد، لاسيما مع الخواص، من خلال إعادة النظر في النظام التصنيعي، مؤكدا المباركة السياسية لحكومات هذه البلدان لهذه الشراكة، وداعيا رجال الأعمال الجزائريين لاصطياد الفرص قائلا "ليس نحن من سنقول لكم هذه الصفقة مهمة أو لا .. فرجل الأعمال الذكي يعرف كيف يجني الأرباح".