الجواب:
هناك أشياء وردت في السنة تعين الإنسان على التخلص من هذه الصفة المذمومة، فمن ذلك :
1- الاستعاذة بالله من الشيطان : عن سليمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، ورجلان يستبّان، فأحدهما احمرّ وجهه واتفخت أوداجه (عروق من العنق) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد" رواه البخاري ، ومسلم .
2-السكوت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا غضب أحدكم فليسكت) رواه الإمام أحمد المسند وفي صحيح الجامع.
3- السكون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع).
4- حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني. قال : لا تغضب. فردّد ذلك مراراً، قال : لا تغضب".
5- "لا تغضب ولك الجنة"، إن تذكر ما أعد الله للمتقين الذين يتجنبون أسباب الغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته ورده لهو من أعظم ما يعين على إطفاء نار الغضب.
6- معرفة الرتبة العالية والميزة المتقدمة لمن ملك نفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
7– التأسي بهديه صلى الله عليه وسلم في الغضب :وهذه السمة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، وهو أسوتنا وقدوتنا، واضحة في أحاديث كثيرة، ومن أبرزها : عن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم (ما بين العنق والكتف) وقد أثرت بها حاشية البرد، ثم قال : يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك، ثم أمر له بعطاء.
8- معرفة أن كظم الغضب من علامات المتقين : وهؤلاء الذين مدحهم الله في كتابه، وأثنى عليهم رسوله، صلى الله عليه وسلم ، وأعدت لهم جنات عرضها السماوات والأرض، ومن صفاتهم أنهم : {ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.
9- التذكر عند التذكير : الغضب أمر من طبيعة النفس يتفاوت فيه الناس ، وقد يكون من العسير على المرء أن لا يغضب، لكن الصدّيقين إذا غضبوا فذكروا بالله ذكروا الله ووقفوا عند حدوده، وهذا مثالهم .
10- معرفة مساوئ الغضب : وهي كثيرة ، مجملها الإضرار بالنفس والآخرين ، فينطلق اللسان بالشتم والسب والفحش وتنطلق اليد بالبطش بغير حساب ، وقد يصل الأمر إلى القتل.
11- تأمل الغاضب نفسه لحظة الغضب، لو قدر لغاضب أن ينظر إلى صورته في المرآة حين غضبه لكره نفسه ومنظره ، فلو رأى تغير لونه وشدة رعدته ، وارتجاف أطرافه ، وتغير خلقته ، وانقلاب سحنته ، واحمرار وجهه، وجحوظ عينيه وخروج حركاته عن الترتيب وأنه يتصرف مثل المجانين لأنف من نفسه، واشمأز من هيئته ومعلوم أن قبح الباطن أعظم من قبح الظاهر.
12- الدعاء، هذا سلاح المؤمن دائماً يطلب من ربه أن يخلصه من الشرور والآفات والأخلاق الرديئة ، ويتعوذ بالله أن يتردى في هاوية الكفر أو الظلم بسبب الغضب ، ولأن من الثلاث المنجيات : العدل في الرضا والغضب".