تحول الغش في عداد السيارات ولوحات الترقيم إلى الحيلة الأكثر انتشارا لدى باعة السيارات المستعملة، للإنقاص من عمر السيارة مقابل الزيادة في سعرها.
فقضايا التدليس في العداد بدأت تأخذ طريقها إلى المحاكم، في وقت تأسست فيه شبكات تستعين بأحدث الأجهزة والطرق الشيطانية للغش في عمر المركبة، بالاستعانة بإداريين، وعباقرة في إلكترونيك السيارات، همهم الوحيد الحصول على المال ولو تطلب الأمر تحويل مركبة قطعت 200 ألف كم إلى سيارة لا تتجاوز مسافتها 50 ألفا بالرغم من أن عمرها يتجاوز 4 سنوات ..
"صاحب السيارة مات.. المركبة كانت في الكراج.." هي أكثر العبارات التي يتداولها باعة المركبات المستعملة، لتبرير وضعية عداد المسافة الذي لا يتماشى مع عمر المركبة، فالمختصون أكدوا أن معدل سير المركبة العادية في السنة يتراوح ما بين 20 و40 ألف كم، وهذا ما يجعل سيارة عمرها 10 سنوات تقطع على الأقل 200 ألف كم، وفي معدلها العادي تقطع 300 ألف كم، لكن أن تجد سيارة بهذا العمر قطعت مسافة أقل من 100 ألف كم فهذا ما يجعل الزبائن يتوافدون عليها ويعتبرونها صفقة جيدة. فالمعيار الوحيد في سوق السيارات المستعملة على الحالة الجيدة لأي سيارة هو عداد المسافة. فكلما قطعت السيارة مسافة أقل زاد سعرها والعكس صحيح.
برامج جد متطورة لتغيير مسافة العداد
كشف محي الدين صالولي، 41 سنة، مختص في كهرباء وإلكترونيك السيارات، يملك محلا له في بلدية بئر خادم في العاصمة، أنه وقف شخصيا على عدد كبير من السيارات التي تم التلاعب بعداداتها، حيث يمكن لجهاز "سكانير" عادي أن يكشف الغش بالتفريق بين المسافة الأصلية والمزورة.
وأكد محدثنا وجود شبكات مختصة في تزوير مسافة العداد، باستعمال أجهزة إلكترونية متطورة، تعمل على إعادة برمجة شريحة إلكترونية موجودة داخل لوحة المفاتيح الخاصة بعداد السيارة، حيث يتم تغيير المسافة الأصلية بالمسافة الجديدة، وبعدها تعاد الشريحة إلى مكانها الأصلي. وأضاف مصدرنا أنه تلقى عروضا من طرف الزبائن لتغيير عداد مركباتهم مقابل مبالغ تتراوح ما بين 500 دج ومليوني سنتيم، حسب نوعية وعمر السيارة، غير أنه رفض هذا الأمر معتبرا إياه غشا ينجم عنه حوادث مميتة.
90 بالمائة من قضايا الغش بالسيارات تتعلق بلوحة الترقيم
أكد المحامي حسان براهيمي أن 90 بالمائة من قضايا الغش في السيارات التي تشهدها المحاكم يوميا، تتعلق بالتدليس في لوحات الرقيم والرقم التسلسلي وحتى عداد المسافة، حيث تم توقيف شبكات وطنية تعمل في هذا الإطار، راح ضحيتها مئات المواطنين الذين وجدوا أنفسهم متهمين في المحاكم بسبب شرائهم سيارة مزورة، لأن القانون يضيف محدثنا يعاقب كل من باع واشترى هذه السيارة "ويتم أيضا استدعاء مهندس المناجم باعتباره متهما في التستر على التزوير".
واستذكر حسان براهمي قضية سيارة مزورة اشتراها وباعها عدد كبير من المواطنين من مختلف ولايات الوطن، أغلبهم كانوا يجهلون أن لوحة ترقيمها مزورة، فوجد القاضي نفسه أمام 15 مواطنا من مختلف ولايات الوطن بتهمة بيع وشراء مركبة مغشوشة.
أسواق ومواقع سيارات تحذر من الغش في مسافة العداد
بمجرد دخول سيارة تجاوز عمرها 5 سنوات، ويقل عداد مسافتها عن 100 كم، حتى يبدأ بعض الباعة وحتى المواطنون في تحذير الزبائن من عدادها. وبالنسبة إلى الأسواق الإلكترونية للسيارات لجأ مؤخرا أكبر موقع في هذا المجال وهو موقع "واد كنيس" إلى التحذير من هذه الظاهرة بعد وقوف القائمين على الموقع على سيارات تحمل عدادات سرعة غير منطقية، ما جعلهم ينصحون المواطنين بضرورة فحص السيارة عند خبير في الإلكترونيك من أجل التأكد من صحة عدادها.