ارتفعت أسعار النفط إلى أكثر من ستة بالمائة أمس، في ظل موجة البرد التي عززت الطلب على زيت التدفئة في الولايات المتحدة وأوروبا، لكنها لا تزال قريبة من أدنى مستوياتها منذ 2003، وتتجه إلى تسجيل هبوط آخر خلال ما تبقى من شهر جانفي وفيفري القادمين وهو الأكبر في ذلك الشهر منذ 25 عاما على الأقل، في وقت أطلقت فنزويلا دعوات إلى الدول الأعضاء في منظمة الدول المنتجة للنفط، لعقد دورة طارئة للأوبيك خلال الشهر القادم لدراسة وضعية السوق وبحث سبل مواجهة انهيار أسعار النفط التي فاقت التوقعات وعقدت الوضعية المالية لعدة دول منها الجزائر، التي خسرت 24 مليار دولار من عائداتها النفطية في 2015.
وحسب وكالة الأخبار البريطانية رويترز، فقد سجلت سوق النفط أمس الجمعة، تحسنا بنسبة 3.5 بالمائة، مقارنة بالأسعار المسجلة طيلة الأسبوع، وحسب نفس التقرير، فالعقود الآجلة للخام تتجه نحو تحقيق أول مكاسبها الأسبوعية منذ بداية العام، في وقت تذهب بعض تحليلات العارفين بالشؤون النفطية، إلى أن تحسن الأسعار أمس جاء، بعد أن تهاوت خلال الأسبوع الماضي ووصلت إلى 22 دولارا وهو أدنى مستوى تعرفه منذ 25 سنة، لا تبشر بالخير وإنما الأمر ظرفي فقط ومردهم في ذلك إلى أن المؤشرات التي تحكم السعر لم تسجل أي تغير، على اعتبار أن العوامل الأساسية المتمثلة في تجاوز المعروض للطلب بكثير ونمو مخزونات النفط الخام والمنتجات النفطية مازالت قائمة في ظل رفع الحصار عن إيران وتوجه أولى الشحنات الإيرانية في اتجاه دول أوروبا .
وذهبت قراءات وتوقعات المختصين في شؤون النفط والمتابعين للسوق إلى أن هبوط سعر النفط خلال شهر جانفي بلغ نسبة 16.8 بالمائة، مسجلا بذلك أكبر هبوط في أول شهور السنة منذ ما لا يقل عن 25 عاما. وصعد سعر خام القياسي العالمي مزيج برنت أمس، بقيمة 1.92 دولار إلى 31.17 دولار للبرميل، بعدما سجل أدنى مستوى له منذ عام 2003 منتصف الأسبوع المنقضي، حين بلغ 27.10 دولار للبرميل ويرجح أن يتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية تزيد عن ستة بالمائة، في السياق ارتفع الخام الأمريكي بقرابة الدولارين إلى 31.12 دولار للبرميل .
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الثلاثاء الماضي، إن معروض النفط سيفوق الطلب لعام آخر على الأقل بينما تواجه سوق النفط خطر "الغرق في تخمة المعروض"، بعد أن سجلت السوق عودة إيران ودخول الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة.
تحسن مؤشر سعر النفط يأتي تزامنا مع اجتياح البرودة والعواصف الثلجية الساحل الشرقي للولايات المتحدة ومناطق في أوروبا وهو ما عزز الطلب على زيت التدفئة وساهم في دعم النفط الذي أصبحت أسعاره تؤرق أكبر الدول المنتجة بما فيها تلك التي كانت ترفض التفاوض لمراجعة حصص الدول المنتجة في السوق وخفضها، في وقت أطلقت فنزويلا إحدى أكبر الدول المنتجة ضمن منظمة أوبيك صفارة الإنذار ودعت الدول الأعضاء إلى عقد دورة طارئة شهر فيفري القادم.