وهي الخرجة التي لم تكن تخطر على بال الإدارة ولا أي كان، بعد تواجد الفريق في المرتبة الثانية والذي تنتظره مقابلة هامة أمام البرج يوم السبت، وفي حال الفوز بنقاطها سيضمن مكانا لنفسه بين الفرق الثلاثة الأوائل في نهاية مرحلة الذهاب، وإذا كان اللاعبون قد أكدوا أن ما يطالبون به هو حقهم الذي وعدتهم الإدارة به، فإن إدارة الشباب تبدو ماضية في قرارها القاضي بتأجيل تسوية المنحتين إلى ما بعد مقابلة البرج، ما يرشح الأوضاع للتصعيد في قادم الحصص قبل أيام قليلة عن موعد الجولة المقبلة.
البداية كانت برفضهم استلام منحة تعادل حجوط
بداية التصعيد كانت في حصة عشية أول أمس، التي تقدم فيها المدير الإداري رشيد كسوري من اللاعبين، وهذا قصد توزيع الصكوك البنكية الخاصة بمنحة التعادل في حجوط، إذ رفض أشبال بوعراطة استلامها مشترطين على ممثل الإدارة الحصول على منحتين مثلما وعدهم بذلك رئيس الفريق، وهو ما لم يكن ممكنا في ظل غياب نزار، الأمر الذي أدى باللاعبين رفقة الطاقم الفني إلى حزم حقائبهم ومغادرتهم مكان الحصة التدريبية التي كانت مقررة بمسلك الركض المتواجد على مستوى مركب أول نوفمبر.
"غاضتهم" كيف أن نزار رفض مقابلتهم
وحسب ما أكده لنا بعض لاعبي الشباب بخصوص حادثة مغادرتهم الحصة التدريبية دون إجرائها عشية أول أمس، فإن ما أثر في نفسيتهم هو رفض المسؤول الأول على الإدارة نزار مقابلتهم من أجل شرحه على الأقل سبب اكتفائه بمنح منحة حجوط دون منحة سعيدة، واكتفائه بإرسال صكوك منحة تعادل حجوط مع اشتراطه عليهم ـ حسب اللاعبين ـ نتيجة في البرج من أجل الحصول على منحة سعيدة، وهو ما اعتبروه مساومة من رئيس الفريق وتقليل من شأنهم رغم أن النتائج في صالحهم والفريق في المرتبة الثانية.
يصرون على مقاطعة التدريبات وحتى لقاء البرج!
الرسالة التي تركها اللاعبون للمدير الإداري من أجل أن ينقلها إلى رئيس الفريق، هي أنهم لن يعودوا إلى جو التدريبات من دون الحصول على منحتي التعادل أمام حجوط والفوز على مولودية سعيدة، كما أنهم رفضوا التنقل إلى البرج لمواجهة الأهلي في لقاء الجولة المقبلة، وهو الشرط الأول والأخير لهم، رافضين بذلك خوض هذه المواجهة ـ حسب تأكيدهم ـ والتنقل في حالة معنوية سيئة من أجل خسارة المقابلة، مؤكدين أن حصولهم على منحتين مجتمعتين سيكون السبيل الوحيد لعودتهم إلى جو التدريبات، ومواصلة تحضيراتهم للقاء الجولة 11.
غياب نزار أزم الوضع أكثر
وما أزم أكثر من وضعية النادي الأوراسي بمقاطعة اللاعبين للتدريبات ورفضهم مواصلة التحضير لمقابلة البرج، هو غياب الرئيس فريد نزار المتواجد خارج عاصمة الأوراس لظروف مهنية، ورغم أن ممثل الإدارة حاول أن يقنعهم بضرورة التدرب في حصة أول أمس إلى غاية عودته إلى باتنة، والاجتماع بهم قصد إيجاد حل لهذه المسألة، إلا أنهم رفضوا هذه الحجة واشترطوا ضرورة حضوره شخصيا، مشككين في حجته وفي تواجده خارج باتنة، وفي حسبانهم أنه تهرب من مواجهتهم.
قرار مقاطعة التدريبات صدم الإدارة
ورغم أن إدارة الشباب رفضت التعليق على قرار اللاعبين بمقاطعة التدريبات، إلا أنه وحسب مقربين من رئيس الفريق فإن هذا الأخير صدم من خرجة اللاعبين قبل أيام قليلة عن لقاء هام للغاية أمام البرج، مرجحا ـ حسب محدثنا ـ تشكيكه في وجود محرك لهذه القضية، وهو الذي يعرف لاعبي فريقه جيدا ويستبعد تفكيرهم بهذه الطريقة في ظل الثقة المتبادلة بين الطرفين، ويكون المعني قد عاد أمس إلى عاصمة الأوراس ليبدأ في تفكيك هذه القنبلة قبل انفجارها.
شكوك حول وجود محرك لهذه القضية
شكك البعض في وجود محرك لهذه القضية، بتحريضه اللاعبين على الدخول في إضراب عن التدريبات والتهديد بمقاطعة مقابلة البرج لحساب الجولة المقبلة، وهي التي تبقى هامة للغاية في رسم مسار الصعود، وقبله في تحديد الهدف الأولي الذي يتنافس عليه النادي في النصف الأول من بطولة هذا الموسم، وذهبت هذه الأطراف إلى حد التأكيد بأن الأمور غير بريئة ويوجد من يملك النية في زعزعة استقرار الفريق، لكنهم في المقابل رفضوا توجيه التهمة إلى أي كان، داعين الإدارة إلى معرفة "رأس الخيط " من خلال فتحها تحقيقا معمقا في هذه المسألة.
بعض اللاعبين غادروا إلى مسقط رؤوسهم وينتظرون اتصالا
غادرت بعض عناصر الفريق عشية الثلاثاء إلى مسقط رؤوسها، ولم تنتظر على الأقل إلى غاية اليوم الموالي وانتظار ما سيسفر عنه، وربما قد تدعوهم الإدارة إلى اجتماع تقدم من خلاله على تسوية المنح العالقة، واتفق لاعبو الشباب جماعيا على أن لا يعودوا إلى أجواء التدريبات قبل تلقيهم اتصالا من الإدارة ومعها صكوك المنحتين، وإلى غاية الساعة الثانية من مساء أمس لم تكن عناصر الشباب التي تحدثت إليها "الهداف" قد تلقت اتصالا، ما يوحي باستمرار الأزمة.
اللاعبون: "هذا حقنا وبعضنا حضر إلى باتنة من دون مال"
وعكس موقف الأطراف المقربة من الإدارة، وهو نفس الموقف الذي تبنته الفئة الكبيرة من أنصار الشباب، إلا أن عناصر الشباب من جهتها ترى أن الحق بجانبها في قضية مقاطعتها التدريبات، ومن يقول العكس ـ حسبها ـ فإنه لم يقف مع الحق، وجاء على لسان أحد اللاعبين (رفض الإفصاح عن اسمه) بخصوص هذه القضية ما يلي: "البعض يحاول تهوين الأمر وبأننا لم نتلق سوى منحة واحدة، لكننا نحن اللاعبين اتفقنا على كلمة واحدة مع الإدارة والمتمثلة في ضرورة تسوية المنح العالقة بعد كل مباراة وقبل أخرى، حتى أن عناصر في الفريق عادت إلى باتنة بعد لقاء سعيدة من دون أن تجلب معها المال، في الوقت الذي تتكفل بإعالة أسر بأكملها".
الصدام مرفوض بين الطرفين ويجب التعقل
يبقى الصدام مرفوضا بكل أشكاله بين الإدارة واللاعبين خاصة في هذا الظرف الحساس، فلا الطرف الأول يحق له انتقاد اللاعبين ولومهم على مقاطعة التدريبات، ولا الطرف الثاني له الحق في مواصلة المقاطعة وتفضيله مصلحته على مصلحة الفريق، ومن أجل الخروج من هذه القضية بأخف الأضرار، يبقى المطلوب من المسؤول الأول عن الفريق عقد اجتماع مع اللاعبين للحديث معهم ومصارحتهم بكل شيء، وتفادي التهرب منهم، وإن اقتضت الضرورة تسوية منحتي حجوط وسعيدة قصد السماح للأمور بالعودة إلى المسار الطبيعي دون تعقدها أكثر.
كلمات دلالية :
شباب باتنة، إضراب اللاعبين