وقال المدير الفني لفريق ريال مدريد رافايل بينيتيز هذا الأسبوع أن التحدث بشكل مقتضب عن كرة القدم في أسبانيا أمر يثير دهشته.
وأشار مدرب الفريق الملكي من خلال تصريحه الأخير إلى قلة الاهتمام بالتحدث عن اللعب وما يجري داخل الملعب، وهو الرأي الذي يدعمه بشكل كبير ما يحدث داخل المنتخب الأسباني.
ولا يتحدث أحد في أسبانيا عن منتخب لوكسمبورغ أو عن النتائج المترتبة على عودة تياغو ألكانتارا أو عن الفرصة الجديدة السانحة أمام ألفارو موراتا لشغل مركز رأس الحربة في المنتخب الإسباني أو حتى عن الصراع المحتمل بين الحارسين إيكر كاسياس ودافيد دي خيا للفوز بمكان في التشكيلة الأساسية للفريق في بطولة أمم أوروبا، حيث استحوذ جيرارد بيكي على النصيب الأكبر من الاهتمام بعد أن أصبح في بؤرة الأحاديث والجدال.
وأثار مدافع برشلونة جدلا كبيرا داخل المنتخب الإسباني بعد أن تعرض لوابل من صافرات الاستهجان من قبل الجماهير خلال المباراتين الأخيرتين لمنتخب الماتادور على الملاعب الإسبانية أمام منتخبي كوستاريكا وسلوفاكيا.
وبالغ بيكي في سخريته من ريال مدريد الغريم التاريخي لفريقه بعد حصول برشلونة على "الثلاثية" في الموسم المنصرم وهو ما أدى، في دولة مثل أسبانيا منقسمة بين كفتين متساويتين من جماهير الريال وبرشلونة، إلى تحريك مشاعر الكراهية والحقد ضد اللاعب.
وبالإضافة إلى ذلك، أعرب بيكيه عن تضامنه سياسيا مع إجراء استفتاء حول انفصال إقليم كتالونيا مما أفقده شعبية كبيرة في باقي الدولة الأسبانية.
وأصبح العداء المعلن ضد بيكي يثير حنق وضيق لاعبي المنتخب الأسباني الذين أعربوا عن مساندتهم للاعب مطالبين الجماهير بالامتناع عن اطلاق صافرات الاستهجان في مواجهته.
وقال كاسياس: "من الأفضل أن نغفل عن هذا الموضوع وعدم الاستمرار في التركيز معه .. إذا شارك جيرارد مع المنتخب فهذا لأنه يريد ذلك لأنه إذا لم يرغب في هذا الأمر فإنه لن يقوم به .. سنحاول أن ندفع الجماهير إلى مساندة الفريق وسنتحد جميعا من أجل القيام بأشياء جيدة تزيد من شغف الجماهير وتساعد على عودة المنتخب للقيام بأشياء مهمة".
ومن جانبه، قال نوليتو مهاجم المنتخب الأسباني: "من يقومون بإطلاق الصافرات في مواجهة بيكيه فهم يقومون بهذا ضد جميع اللاعبين"..
وأضاف بيكيه في تصريحات لشبكة "ماركا" الإذاعية: "الوقت سيضع كل شخص في مكانه .. كل شيء سيستقر مع مرور الوقت .. هذا أمر واضح".
ويخوض المنتخب الأسباني مباراة الغد في مدينة لوجرونيو التي لعب فيها أخر مبارياته عام 2011 عندما فاز على ليختنشتاين بسداسية نظيفة.
وتمتع المنتخب الإسباني في تلك الفترة بحالة من الثقة والشعور بالفخر بعد أن حقق لقب الكأس الأوروبية والمونديال وكان يفصله أشهر قليلة عن لقب أوروبي جديد.
وشهدت مسيرة الفريق الأسباني آنذاك نجاحا مذهلا ولم يكن أحد يتحدث عن موضوعات داخلية أو غيرها من تلك التي تحمل صفة الجدلية بعيدا عن المجال الرياضي، حتى أن بيكيه لم يكن يتعرض لصافرات الاستهجان.
بيد أن الأوقات تغيرت وتسببت النتائج السيئة لأسبانيا في اندلاع الانتقادات في مواجهة دل بوسكي في المقام الأول قبل أن يمتد الجدل ليشمل بعض اللاعبين الأخرين، فبالأمس كان كاسياس واليوم بيكيه.
وشهدت الأيام الأخيرة انطلاق مبادرات عديدة بين الجماهير ووسائل الإعلام بمدينة لوغرونيو للحيلولة دون إطلاق صافرات الاستهجان ضد بيكيه واستبدالها بالتصفيق بهدف منع أي فرد من الجماهير من اطلاق صافرات ضد أحد اللاعبين وهو الأمر غير المعتاد في الكرة الأسبانية.
ومن المقرر أن يتحدث دل بوسكي في وقت لاحق اليوم الخميس عن مباراة منتخب بلاده أمام لوكسمبورغ في المؤتمر الصحفي الذي يسبق اللقاء.
كلمات دلالية :
رياضة-قدم-أسبانيا-بيكيه-تحقيق